هل تقسيم سوريا يمهد لتقسيم لبنان؟ تحليل لمقابلة غسان سلامة مع عماد الدين أديب

تثير قضية تقسيم الدول العربية جدلاً واسعاً، خصوصاً مع التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة. وفي هذا السياق، تكتسب مقابلة الدكتور غسان سلامة، الباحث والمفكر اللبناني، مع الإعلامي عماد الدين أديب في برنامج عماد_الدين_أديب على اليوتيوب، أهمية خاصة. تتناول الحلقة المخاوف المتعلقة بتقسيم سوريا وتأثير ذلك المحتمل على لبنان، وتسعى إلى فهم أعمق للديناميكيات الإقليمية والدولية التي قد تدفع نحو هذا السيناريو.

تطرح المقابلة سؤالاً محورياً: هل يمكن اعتبار تقسيم سوريا مقدمة لتقسيم لبنان؟ الدكتور سلامة، المعروف بتحليلاته العميقة والواقعية، لا يقدم إجابة قاطعة، بل يقدم رؤية معقدة ومفصلة. فهو يشير إلى أن هناك عوامل مشتركة بين البلدين، مثل التنوع الطائفي والعرقي، والتدخلات الخارجية، والضعف المؤسساتي. هذه العوامل قد تجعل لبنان عرضة لنفس المصير الذي واجهته سوريا، خاصة إذا استمرت الأزمات السياسية والاقتصادية في التفاقم.

ومع ذلك، يشدد الدكتور سلامة على أن هناك أيضاً اختلافات جوهرية بين الوضعين السوري واللبناني. فلبنان يتمتع بتاريخ أطول من الاستقرار النسبي، ولديه مؤسسات دولة أكثر رسوخاً، رغم ضعفها. كما أن المجتمع اللبناني أكثر وعياً بمخاطر التقسيم، وهناك قوى سياسية واجتماعية تعمل على الحفاظ على وحدة البلاد.

تتناول المقابلة أيضاً دور القوى الإقليمية والدولية في تحديد مستقبل سوريا ولبنان. الدكتور سلامة يرى أن هناك قوى خارجية قد تكون مستفيدة من تقسيم هذه الدول، أو على الأقل غير معنية بالحفاظ على وحدتها. لذلك، يجب على اللبنانيين والسوريين أن يكونوا حذرين من هذه التدخلات، وأن يعملوا على تقوية مؤسسات دولتهم وتعزيز وحدتهم الوطنية.

في الختام، لا تقدم المقابلة إجابات نهائية، بل تثير أسئلة مهمة وتدعو إلى التفكير العميق في مستقبل سوريا ولبنان. إنها تذكير بأهمية الوحدة الوطنية، وتقوية مؤسسات الدولة، ومواجهة التدخلات الخارجية، من أجل الحفاظ على سلامة وسيادة هذه الدول.